صحابةخارجدائرةالضوء(٣)
اسعدبنزرارةالانصاري
غالبية البشر الذين خلقهم الله علي هذه الارض يولدوا ويعيشوا ويموتوا ولا يكون لهم اي اثر ولا ذكر بل ولا حتي ذكري في هذه الحياة
وهناك نوع آخر ( ومنهم بطلنا اليوم) حياتهم قصيرة ، وعلي قصرها فان فيها مواقف اشبه بالومضات ، هذه الومضات اثرت فيمن حولهم وفيما جاء بعدهم وربما ستبقي آثار هذه الومضات الي ان يرث الله الارض ومن عليها ، وهم مع ذلك لا يتردد ذكرهم كثيرا علي الالسنة
واكبر مثال علي هذا الصنف من البشر هو اسعد بن زرارة التميمي ، فمن هو ، وما هي ياتري هذه المواقف او الومضات في حياته القصيرة
منهواسعدبنزرارة
هو ابو امامة ، اسعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار
السيد
الانصاري
الخزرجي
نقيب بني النجار ،
من اول الانصار اسلاما (قيل ان عمره وقتها يتراوح من ١٨ الي ٢٢ عاما)
لم يكن من نقباء الانصار من هو اصغر منه
شهد العقبتين (حينما بايع وفد يثرب من الاوس من الخزرج رسول الله عليه الصلاة والسلام علي الاسلام قبل الهجرة)
وهو اول من بايع لية العقبة الثانية
اسعد الخير
اول من جمع بالذين اسلموا للصلوات الخمس في يثرب قبل هجرة رسول الله عليه الصلاة والسلام
مساعد رسول رسول الله الي اهل يثرب مصعب بن عمير
هو القائل (يا رسول الله دماؤنا دون دمك، وايدينا دون يدك ، نمنعك مما نمنع منه انفسنا وابناءنا ونساءنا
سريع الاستجابة للحق، ايجابي في الدعوة الي الله ، عميق الفهم رغم حداثة سنه
توفي رحمه الله بعد اشهر من الهجرة ورسول الله يبني مسجده في المدينة
جاء بنو النجار الي رسول الله بعد وفاته فقالوا يا رسول الله توفي نقيبنا فنقب علينا فقال عليه الصلاة والسلام انا نقيبكم ، فكان هذا شرفا لبني النجار ولاسعد بن زرارة
ومضاتمنحياتهومواقفه
-خرج أسعد بن زُرارة وذَكْوان بن عبد قيس إلى مكّة يتنافران(اي يتخاصمان) إلى عتبة بن ربيعة بمكة فسمعا برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأتياه فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن فأسلما، ولم يقربا عتبةَ بن ربيعة ورجعا إلى المدينة فكانا أوّل مَن قدم بالإسلام المدينة
- بيعةالعقبةالاولي (وكانت في موسم الحج ):
- قال ابن إسحاق: فلما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه، وإنجاز موعوده له، خرج رسول الله صلى الله عليه سلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار، فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم، فبينا هو عند العقبة لقى رهطاً من الخزرج أراد الله بهم خيراً.
قال:«أمن موالي يهود؟» قالوا: نعم قال:«أفلا تجلسون أكلمكم؟» قالوا: بلى، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، قال: وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا: إن نبياً مبعوثاً الآن قد أظل زمانه تتبعه، نقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله. قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه، فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله أن يجمعهم بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك وتقرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعنهم الله عليك فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا… وكانوا اثنا عشر رجلا
قال أبو نعيم أنه – أي أسعد بن زرارة – أول من أسلم من الأنصار من الخزرج.
وبعث النبي – صلى الله عليه وسلم – ، مصعب بن عمير يقرأهم ويفقههم
- بيعةالعقبةالثانية (وكانت في موسم الحج بعد سنة من بيعة العقبة الاولي):
في خلال هذه السنة لم يبق بيت في بيوت الانصار الا وفيه من قد اسلم ، وكما روي الامام احمد عن جابر(حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم ائتمروا جميعًا، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله نبايعك، قال: «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة»,( قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذبيدهأسعدبنزرارةوهومنأصغرهم،فقال: رويدًا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خبيئة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله، قالوا: أمط عنا يا أسعد، فوالله لا ندع هذه البيعة أبدًا ولا نسلبها أبدًا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة.)(فقمنا الي ه رجلا رجلا بايعناه)(قالوا : « نعم» قال قائل الأنصار: « نعم ، هذا لك يا رسول الله ، فما لنا ؟» قال: « الجنّة والنصر ».)
فانظر الي فهمه رضي الله عنه حين امسك بيد رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي يستوثق من قومه انهم واعون لما هم مقبلون عليه
وفي هذه البيعة عين رسول الله صلي الله عليه وسلم اثنا عشر نقيبا علي بطون الاوس والخزرج يكونون مسؤولون عنهم عنده صلي الله عليه وسلم وكان اسعد بن زرارة نقيب قومه من بني النجار
- ابرزمواقفهفيالدعوةالياللهبيناهليثربمنالاوسوالخزرج:
ذهب أسعد بن زرارة يوماً ومعه مصعب بن عمير إلى بستان من بساتين بني عبد الأشهل – أحد بطون الأوس – فجلسا فيه، واجتمع حولهما عدد من الذين أسلموا، فرآهما سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير وهما يومئذ سيدا بني عبد الأشهل، ومن سادة الأوس أيضاً، فقال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير: لا أبا لك انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما وانهمها عن أن ياتيا دارنا، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالتي، ولا أجد عليه مقدماً فأخذ أسيد بن حضير حربته، ثم أقبل إليهم، فلما رآهأسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير هذا سيد قومك قد جاءك فأصدق الله فيه، قال مصعب: إن يجلس أكلمه، فوقف عليهما متشمتاً فقال: ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع: فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كُفّ عنك ما تكره؟ فقال: أنصفت، ثم ركز حربته، وجلس إليهما فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن، فقالا: والله لقد عرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقة وتسهله، ثم قال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين. قالا له: تغتسل فتطهر، وتطهر ثوبك، ثم تشهد شهادة الحق، فقام واغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال لهما: إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه، وسأرسله إليكما الآن، وهو سعد بن معاذ، ثم أخذ حربته، وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم، فلما نظر إليه سعد مقبلاً، قال أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه لذي ذهب به من عندكم، فلما وقف على النادي، قال له سعد: ما فعلت؟ قال كلمت الرجلين، فو الله ما رأيت بهما بأساً وقد نهيتهما فقالا: نفعل ما أحببت، وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك فقام سعد مغضباً مبادراً، تخوفاً للذي ذكر له من بني حارثة، فأخذ الحربة من يده، ثم قال والله ما أراك أغنيت شيئاً، ثم خرج إليها فلما رآهما سعد مطمئنين عرف أن أسيداً إنما أراد أن يسمع منهما، فوقف عليهما متشمتاًَ، ثم قال لأسعد بن زرارة يا أبا أمامة! والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني، أتغشانا في دارنا بما نكره وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير: أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان فقال له مصعب: أو تقعد فتسمع فإن رضيت امراً أو رغبت فيه قبلته، إن كرهته عزلنا عنك ما تكره؟ قال سعد: أنصفت، ثم ركز الحربة، جلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقة وتسهله ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا تغتسل فتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصل ركعتين،
قال ابن إسحاق: “لَمَّا أسلم، وقف على قومه فقال: “يا بني عبد الأَشْهَل، كيف تعلمون أمري فيكم؟”، قالوا: “سيدنا وأفضلنا نَقِيبَةً”، قال: “فإنَّ كلامكم عليَّ حرامٌ، رجالكم ونساؤكم؛ حتى تؤمنوا بالله ورسوله”، قال: “فوالله ما بقيَ في دار بني عبد الأَشْهَل رجلٌ ولا امرأةٌ إلا أسلموا
فكيف باسعد بن زرارة حين ياتي يوم القيامة وفي ميزان حسناته اسلام اشخاص بحجم سعد بن معاذ واسيد بن حضير بالاضافة الي العديد من الاوس والخزرج الذين جعله الله سبب في اسلامهم
هذا التاثير فيمن حوله والذي امتد تاثيره الي تاريخ الدعوة الاسلامية كلها ، حدث في ثلاث سنين فقط من حياته وتوفي رضي الله عنه وعمره لما يتجاوز الواحد والعشرون عاما او في بعض الاقوال خمسة وعشرون عاما بمرض اصابه
فصلي عليه رسول الله ودفنه بالبقيع فكان اول من توفي من الخزرج عقب الهجرة
وترك خلفه ثلاث بنات ضمهن رسول الله الي اهله فكن في عيال رسول الله عليه الصلاة والسلام
اللهم ارضي عن اسعد بن زرارة وصحبه واجمعنا اللهم بهم في مستقر رحمتك غير خلايا ولا مفتونين ولا مبدلين ولا مغيرين من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب